"واشنطن بوست" تسرد حكايات فزع عاشها العائدون من مخيم "الهول" للعراق

"واشنطن بوست" تسرد حكايات فزع عاشها العائدون من مخيم "الهول" للعراق
مخيم الهول

 بالرغم من أن المسافة بين معسكر الهول والحدود العراقية ليست بعيدة، إلا أن رحلة العودة إلى الوطن استغرقت سنوات!.. بتلك العبارة استهلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، قصص العديد من العائدين من مخيم "الهول" بسوريا إلى وطنهم العراق.

وسردت الصحيفة حكايات الخوف والفزع التي عاشها العائدون خلال سيطرة مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي على محافظة الحسكة بشمال سوريا، وكذلك مخاوفهم بشأن مستقبلهم في العراق.

وأشارت إلى أن الحكومة العراقية تمكنت من إعادة ما يقرب من 2500 عراقي من المخيم، الذي يضم حوالي 30 ألف عراقي من بين إجمالي 55 ألف نسمة، منذ مايو 2021، ويقول المسؤولون إنه من المتوقع أن يتبع ذلك المزيد من عمليات العودة.

وقالت الصحيفة، إن مخيم الهول لا يزال أحد أكثر المشاكل استعصاءً على الحل في سوريا، فهو أشبه بسجن مفتوح يضم عشرات الآلاف من النساء والأطفال من جميع أنحاء العالم، يمتلك العديد منهم روابط عائلية بمسلحي داعش، ما دفع العديد من الحكومات حول العالم إلى رفض عودتهم إلى أوطانهم.

وأوضح مراسلو "واشنطن بوست" لدى زيارتهم مخيم "جدة" بالعراق، الذي يستضيف العائدين من الهول، أنه على الرغم من أن المخيمات المتبقية للنازحين داخليًا في العراق غالبًا ما أصبحت متداعية بسبب نقص التمويل والإهمال، ما دفع الحكومة إلى إغلاق معظمها في العام الماضي، إلا أن مخيم "جدة" لا يزال منظمًا وجيد الإدارة حتى إنه في بعض الحالات، رسم السكان جداريات زاهية على الأسطح الخارجية لخيامهم، مع تواجد لأطباء نفسيين يقدمون جلسات لمن تظهر عليهم علامات الصدمة.

وخلال هذه المقابلات، قالت نساء إنه في بعض الحالات، اضطر الزوج أو الأب إلى الانضمام إلى الجماعات المسلحة في سوريا والعمل كمقاتلين، وفي حالات أخرى، صدرت أوامر لبعض الرجال بمواصلة العمل في وظائف البلدية.

وأكدن أن الوضع في المخيم السوري كان جهنمياً، حيث عمليات القتل والعنف لا تتوقف والفقر وانعدام الغذاء والدواء هما السائدان.

وأشادت الصحيفة بمساعي العراق لإعادة أبنائه من الهول، وقالت: إن العديد من الدبلوماسيين في الدول الغربية رفضوا استعادة مواطنيهم من الهول ووصفوه بأنه ألم شديد في الضمير العالمي، فيما قال مسؤول تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: إن "الحكومات حاولت غسل أيديها من هؤلاء الناس".

ويقول علماء النفس الذين زاروا المخيم العراقي إن علامات الصدمة أكثر حدة بين الأطفال، بنحو تجلى في ظواهر القلق والعزلة والتوتر، وأكدوا أن الضوضاء الصغيرة يمكن أن تجعلهم يقفزون، فضلا عن تفكير البعض منهم في الانتحار!

وأبرزت الصحيفة أن أسباب بطء وتيرة إعادة العراقيين من الهول، ترجع بحسب تصريحات العديد من المسؤولين جزئياً إلى عملية الفحص المطولة، حيث غالبًا ما يتم فحص العائدين من قبل وكالات أمنية متعددة لتورطهم في جرائم مزعومة.

مخيم الهول

مخيم الهول موطن للآلاف (عراقيون وسوريون وأجانب) من زوجات مقاتلي تنظيم داعش وأطفالهم، ويعيش فيه نحو 59 ألفاً و500 شخص، نصفهم دون سن الثامنة عشرة.

وهناك أعمال عنف منظمة يشهدها المخيم تصل إلى القتل بين الحين والآخر تعزى إلى عناصر تنظيم داعش.. وعلى الرغم من أنّ التنظيم خسر جميع الأراضي التي كان يسيطر عليها سابقاً في العراق وسوريا إلا أنه أثبت مراراً قدرته على تنفيذ هجمات.

ويؤوي مخيم الهول 8 آلاف و256 عائلة عراقية بعدد أفراد يبلغ 30 ألفاً و738 شخصاً.

ويقع مخيم الهول للاجئين على المشارف الجنوبية لمدينة الهول في محافظة الحسكة شمال سوريا بالقرب من الحدود مع العراق، واعتبارًا من إبريل عام 2019 كان عدد اللاجئين في المخيم قد بلغ 74 ألفاً بعد أن نما من 10 آلاف في بداية العام.

وأُنشئ المخيم لإيواء اللاجئين العراقيين في أوائل عام 1991 خلال تحرير حرب الكويت، ثم أُعيد فتحه لاحقًا بعد تدفق المهاجرين العراقيين إلى سوريا عقب غزو العراق عام 2003 كواحد من 3 مخيمات على الحدود السورية العراقية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية